في يوم السبت من الأسبوع الماضي، كان لدى زوجي موعداً مع متجر (آبل) الواقع في المركز التجاري (إيتون سنتر-مدينة تورنتو الكندية) لإصلاح هاتفه الجوال (الآيفون) في تمام الساعة 6:15 عصراً. وبما أننا تأخرنا في الوصول للمركز (كانت الساعة 6:15 ونحن لم نركن السيارة بعد) فقد قمت بأخذ الآيفون منه لأذهب بنفسي حالما يقوم زوجي بركن سيارته في المواقف، واتفقنا على أن نتقابل في متجر آبل.
عندما اتجهت إلى متجر (آبل)، رأيت أعداداً من الناس-من خلال الساحة المفتوحة التي تكون في وسط المركز- في الطابق السفلي يركضون. ظننت في باديء الأمر أن هناك حريقاً شبّ في الطابق السفلي فارتعبت، وفكّرت بداية بزوجي -ربما قد اشتعل الحريق عند مواقف السيارات، بالإضافة إلى أنني لايمكنني التحقق من ذلك لأن هاتفه معي- سألت شخصاً كان بجانبي يراقب المشهد معي : ما الأمر؟ لماذا يركضون هكذا؟! أجابني: شخصٌ واحد يبدأ بالجري، فيقوم بعد ذلك عدة أشخاص بتقليده، رأيت هذا المشهد من قبل. أجبته وقد ارتحت بعض الشيء: أرجو أن تكون مُحقاً!
وصلت متجر آبل، وأعطيت الموظف اسم زوجي فرحّب بي وقدّم لي مقعداً أجلس فيه لأنتظر دوري، وعيناي مازالتا تحدقان بين لحظة وأخرى على باب المتجر مع قلق يساورني.. متى يصل زوجي لأتأكد من سلامته.
جاء دوري، وتحدثت مع الفنّي بخصوص الجوّال، وفجأة نادى منادٍ من بعيد: “سوف نقوم بإغلاق المتجر لأن هناك (حادثاً) قد وقع، من يريد الخروج فليتفضّل”.
لم أستوعب ما قيل، فسألت الفني الذي أعاد بدوره ماقاله المُنادي ثم سألني “هل تودين البقاء أم الخروج؟” أجبته “بل أخرج!” وكانت الكثير من الأحداث تدور برأسي، واستغربت أن يُبقي متجر آبل زبائنه بالداخل ويغلق الأبواب بينما المفترض أن يقوم بالإخلاء وقت الحرائق!
حينما وصلت إلى الباب جاء زوجي شاحباً وأخبرني بأن هناك من أطلق الرصاص..بالأحرى 7 أُصيبوا عند ساحة المطاعم! دخلنا إلى متجر آبل وأُغلقت الأبواب، لا أدري لماذا أحسست حينها بأن متجر آبل الزجاجي كان ضد الرصاص. كانت هناك سيدة لبنانية بداخل المتجر، استفسرت منّا عن (الحادث) الذي بسببه حُبسنا، ثم علّقت ضاحكة: “عنّا بلبنان بتمرق الصواريخ من فوق راسنا”، أضحكتنا ثم شرعتُ بكتابة تغريدة في تويتر تعبّر عن حالي – وأرسلتها متأخرة بعض الشيء.
وفجأة نادى منادٍ آخر (توجهوا فوراً إلى أقرب مخرج). حينها أدركت أن الأمر فيه الكثير من الجديّة، وفعلاً جرينا إلى أقرب مخرج، وقلبي يدق مسرعاً. نظرت إلى زوجي وقلت بطريقة سعودية (يعني حبكت اليوم موعدك مع آبل؟؟).
كنت أحمل في يدي (كيساً) به قميصٌ اشتريته من أحد المحلات وأردت إستبداله فأحضرته معي، وبما أن يدايّ كانت ترجفان-ليست يدايّ وحدهما فقط- فكرت جدياً في رمي الكيس بعيداً (وأحمد الله أنني لم أفعل).
خلال هروبنا إلى المخرج، كانت هناك أمور تعصف بذهني: ارتعبنا بسبب خبر إطلاق الرصاص ولم نعاينه -ولله الحمد- فكيف بمن يرى ابناً له يُذبح؟ كيف هم أخواننا في سوريا وفلسطين؟؟
وأبعد من ذلك تساءلت، هل يجوز الخوف من البشر؟ (قد يكون ذلك لقرائتي في السير العظيمة للأئمة الأربعة – كتاب مع الأئمة لسلمان العودة- في الليلة السابقة).
حمدتُ الله على نعمة الأمن والإحساس بالأمان.
وبعدها (حطينا رجلنا) وانطلقنا عائدين إلى البيت.
انتهت القصة.
معلومات عن الحدث:
في الساعة 6:23 ، أطلق شخص الرصاص عند جهة المطاعم أودت بحياة شاب -25 سنة- اسمه (أحمد حسين)، وأصيب 7 آخرون بإصابات خطيرة من بينهم فتى عمره 13 سنة.
صورة أحمد حسين المقتول
تم القبض على المتهم، كريستوفر هازبند-23 سنة- وسيتم الحكم عليه في المحكمة.
ذهبنا قبل يومين إلى المول، ووجدت قصاصات ورقية مُلصقة على الباب القريب من موقع القتل،عليها عبارات التعزية ووروداً.
لا حول ولا قوة الا بالله الله يرحمنا برحمتو يارب
الحمدلله الي سلمكم كفاكم الأذى! الله يرحم موتى المسلمين و يغفر لأحمد حسين.
اللهم سلم عبادك في سوريا و ثبتهم في محنتهم.
مخيف!
ممكن أعرف في أي ولاية حضرتك ؟
وازا عرفتي دافع القتل اذا كان عنصري ؟
الله يحفظكم يارب ويردكم سالمين مرفوعي الرأس
حالياً في مدينة تورنتو- ولاية أونتاريو الكندية. لا أعرف سبب القتل وما أتوقع إنه السبب عنصري، لإنه كندا دولة متعددة الثقافات. شكراً لك على كلامك الطيب 🙂
ممم
الي اعجبني بالموضوع قصاصات التعزية والورد
الحمدالله وعلى سلامتكم ..قممة الرعب اللهم ادم علينا الامن والامان
حمدلله ع سلامتكم
بسسس لييش هذا الرجال أطلق عليه النار وع النااس
والمقتوول من ويين؟؟
الله يسلمك، والله علمي علمك. حاولت أدور من الأخبار على معلومات عنه وليش قُتل ومالقيت.
ياااه الحمد الله على سلامتكم
والله يرحمة ويغفر له 😦
الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويصبر قلب انحرق بعد غيابه وجزاكالله بالجنات العلى
والحمد لله عدد خلقه ورضا نفسه وزنا عرشه ومداد كلماته على نعمه الامن والامان
الحمدلله ع سلامتكم ماصار شيء. من جد الحمدلله ع نعمة الأمن والامان مو حاس فيها الا اللي فاقدها.
لا حـول ولا قوة إلا بالله .. كان الله في عونكم اختي العزيزة .. وربي يحفظكم .. ويرحم أحمد حسين ومن معه ..
الحمد لله على السلامة بس سبب القتل و الله أعلم هو مشاكل عصابات، و المقتول “الله يرحمه و يغفرله” معروف عند الشرطة و له صلات بعصابات مو موضوع عنصرية أبدا لأن القاتل والمقتول “سمر”. بالمناسبة متى رحتي تورونتو ؟؟؟ مونتريال عتمت 🙂 . انتبهوا على نفسكم الله يرضى عليكم و خلوها على الله.
الحمد لله على السلامة واكثر شي عجبني في قصتك
(يعني حبكت اليوم موعدك مع آبل؟؟).
الحمد لله ع السلامة
معجبة بمدونتك
تغية ممتزة للموضوع
رااااااااائعة ومخيفة يانجلا :”(
الحمدلله قدّر لكم السلامة و الهروب،، لكن كما ذكرتِ كيف الحال بمن يعايش الخوف و الرعب يومياً..
اللهم أانصر الإسلام و المسلمين.. وامن خوف الخائفين..
يسلم قلمك
الحمد لله على السلامة ..والحمد لله على نعمة الأمن والأمان
الحمد لله على السلامة
و سبحان الله ..
هذا المركز التجاري و الساحة الكبيرة التي تكتظ بالزائرين ، لم أتوقع يوما من الأيام أن تحدث فيه حادثة مثل هذه
و من الأمور العجيبة أنه بعد أيام حدث في جامعة ألبرتا في ادمنتون حادثة مشابهة
حيث كان هناك اطلاق نار من شخص متهور و قتل ثلاثة من رجال الأمن
حفظ الله جميع المبتعثين و المسلمين
الله يرحمه لكن كونه مسلم امر يثير الشكوك , الغريب في الامر ان القتل في ساحه مفتوحه وليس في الليل . هل بيع الاسلحه محظور في كندا ام مسموح.
صحيح. بيع الأسلحة محظور في كندا