البخشيش ياعرب !

عندما تذهب إلى أحد المطاعم الأمريكية لا بد أن تدفع عند انتهاءك من الطعام مايسمى بال”بخشيش” للنادل الذي يعتبره راتبا له، ونسبة ال”بخشيش” هذه تُحدد حسب رضاك عن خدمة النادل.  15-20٪  من القيمة الإجمالية للفاتورة تعتبر نسبة عادلة، بينما يعتبر أقل منها “قعاطة” من الزبون أو دليلا عن عدم رضاه عن الخدمة. كثير من السعوديين هنا لا يعرفون أن “الجرسون” لا يتقاضى راتبا عن خدمته ( أو أنه يحصل على راتب زهيد جدا)، فيظنون أن تقديمهم بضعة دولارات هو مجرد إحسان منهم لا أكثر. أذكر أن إحدى الصديقات تناولت العشاء مع زوجها في مطعم فاخر مع فاتورة قد تزيد عن الستين دولارا، وأخبرتني بأنهما أكرما النادل ووضعا له ثلاثة دولارات على غير العادة!

شخص آخر وضع دولارين للنادل وهمّ بالخروج، إلا أن النادل أسرع باللحاق به وسأله عن سبب إمساكه عن وضع بخشيش ملائم، أو عن ما إذا كانت الخدمة لم تعجبه، فارتبك أخونا السعودي وأجابه بأنه لا يملك مالا، فلم يتمالك النادل نفسه وأخبره بغضب ” إذا كنت لا تملك المال اللازم، فأنصحك بأن تبتعد عن هذه النوعية من المطاعم”.

إحدى صديقاتي ذهبت مع زوجها الى مطعم معروف يرتاده الكثير من السعوديين، انتظرا كثيرا ولم يأتي أحد لخدمتهما، وعندما استفسرا عن السبب أخبرهما أحد الجرسونات ب” أنكم أيها السعوديون بخلاء ولا تدفعون جيدا، لذلك لا يريد أحد خدمتكم”!

يجب توعية المغتربين عن ثقافة أهل هذه البلاد ونشرها، فقد يكون النادل طالبا يعد الماجستير أو حتى الدكتوراة ويجد فسحة من الوقت فيقوم بالعمل  في أحد المطاعم، مما يعتبره أمرا مربحا بالنسبة له. أحد مدرسي اللغة أخبرنا بأن صديقه الذي يعمل كجرسون يحصل على أضعاف راتبه! والتنافس على العمل كجرسون شديد خصوصا إذا ما كان في مطعم فاخر، فنسبة حصوله على حفنة من الدولارات في الساعة تزيد مع ارتفاع سعر المطعم وشهرته. ولكني مازلتُ  أتساءل، ما سبب إحجام السعوديون عن دفع ال”بقشيش”؟ هل هو البخل أم الجهل و اللامبالاة ؟

تحديث ( بتاريخ 2 نوفمبر) : أرجو قراءة هذا الرد

طريقة سهلة لحساب البخشيش (بتاريخ 5 نوفمبر) : (اضغط هنا)